[size=24][size=18][color:a38f=violet]كيف نتعامل مع الناس
--------------------------------------------------------------------------------
كيف نتعامل مع الناس
كيف نتعامل مع الناس
لابد للإنسان وهو يتعامل مع الآخرين أن ينطلق من مبدأ ثابت حتى تكون له صفة مميزة يعرف بها ويجب أن تكون هذه الصفة حسنة حتى يتحقق فينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أدناكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).
نعم يجب أن نعامل الناس بأخلاقنا ولا نعاملهم بأخلاقهم لان من عامل الناس بأخلاقهم تشتت أخلاقه .. بمعنى أن من عامل الكاذب بكذبه والنمام بنميمته والسارق بسرقته والخائن بخيانته والمتشائم بتشاؤمه والكسول بكسله والقاطع بقطيعته و.. و.. و فلا شك أن ذلك سيفضي بك أخي إلى مسالك وعرة فيها تتشتت أخلاقك وتنعدم فيها مروءتك وتضيع بينها مبادؤك
ومن ثم ينطبق عليك قول الشاعر.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ........ عار عليك إذا فعلت عظيم
لذا يجب أن تعامل الناس بأخلاقك الحميدة التي اكتسبتها من مبادئ دينك الحنيف حتى وإن عاملوك بغير ذلك .
اقصد بذلك أن تعرض عن الجاهل وتتجنب الخائن وتكل الكذوب إلى كذبه وعلى قاعدة عمر بن الخطاب رضي الله ( لست بالخب ولا الخب الذي يخدعني) ولا يعني ذلك أن تصدق الكاذب وأنت تعرف كذبه أو تستأمن الخائن الذي عرف بخيانته.
نعم يجب أن تكون فطنا تعرف الصادق من الكاذب والصديق من العدو حتى تكون على حذر ولكن لا تتبع قاعدة عامل الناس بما يعاملوك لأن هذا مخالف لأمر الله الذي جاء في قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
أحبتي نحن بحاجة لأن نتخلص من بعض الموروثات التي توارثناها عن الأباء والأجداد والتي لا تتفق مع ديننا .
نعم لابد أن تكون نموذجا في تعاملك مع الآخرين حتى وإن لم يكافئوك على ذلك ويجب أن تنطلق في ذلك من قاعدة (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)
نعم احتسب الأجر من الله ولا تبالي وليكن لك في حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم لك أسوة حسنة حينما قال لقريش يوم الفتح اذهبوا فأنتم الطلقاء.
إن هذه هي أخلاق المؤمن الحق التي بنيت على قاعدة شرعية أما أن تجعل أخلاقك تتأثر بقضية العرض والطلب فهذا وربي هو الخسران .
إذا عد لنفسك وضع قاعدة لك في التعامل مع الناس وتذكر أن لإنسان كلما عفا عن الناس كلما زاد رفعة عند الله وكلما أحسن إليهم أحسن الله إليه .
وتذكر أن عفوك وحسن خلقك هما من أعظم أسرار السعادة في الدنيا والآخرة بإذن الله . ثم لا تحمل في قلبك غلا لمسلم فإن حامل الحقد لا يكون سيدا أبدا وحامل الحقد والحسد لا يذوق معنى السعادة لأنها تتنافى مع هاتين الصفتين
وأخيرا أسال الله أن كما أحسن خلقنا أن يحسن أخلقنا بحوله وقوته والله أعلم[/color][/size][/size]