مع اقتراب شهر رمضان تختلط مشاعرى ما بين انتظار و ترقب و امل و رجاء و خوف
نعم
انتظار لموسم عبادة طال انتظارهواشتد الشوق للقياه
لم لا و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون الله ان يبلغهم رمضان قبلها ب 6 اشهر ومن منا لا يعلم هل سيأتى علينا
رمضان ام نكون فى عداد الموتى
و هل اذا اتى رمضان سيكون اخر عهد لنا برمضان هل نرى بعدها رمضان مرة اخرى ام نكون فى طى النسيان
و اعلم جيدا ان كل من يقرأ الموضوع يعلم شخص او اشخاص عاشوا رمضان الفائت و قد كان اخر لقاءاتهم برمضان و اكاد اجزم ان هؤلاء الاموات لم يظنوا ولو للحظة واحدة انه اللقاء الاخير
هل ساقدر على الصيام و القيام ام هل ستغلبنى شهواتى هل سأصوم عن كل ما حرم الله ام انه صيام عن الاكل و الشرب
هل اقضى ليل رمضان فى المسجد ام هل اقضيه فى المسلسلات و الافلام و البرامج
ثم السؤال الخطير لذى يؤرق النوم هل سأكون من عتقاء الله فى هذ الشهر من النار ام انا من الاشقياء
يا ربى لك كل ليلة فى رمضان عتقاء من النار فتكرر السؤال كل مرة
يا ربى يا خالقى هل اعتقت رقبتى من النار
ام مازلت حبيس الذنوب
هل انا ممن اعتقوا ام ان امرى مازل معلقا
يا الله لقد سبقونى الى الله
و دائما ما ألوم نفسى هل تتمتع بالنوم و اخرون يقميون الليل و أسألها
اى الفريقين احق بالامن من قام الليل ام من قضاه فى التسلية و اللهو و اللعب و المسلسلات
ثم تدخل العشر الاواخر و يزداد الخوف و القلق و الشوق انها ليلة القدر ليلة واحدة طوال السنة هل اختصنى الله بها ام انى ارتكبت من الذنوب و المعاصى ما يحول بينى و بينها
كيف لا اخاف و قد تفوتنى ليلة ب 83 سنة يا لرحمة الله
و اذا فاتتنى فلماذا حجبت عنى
هل بلغت ذنوبى هذا الحد الذى حجب عنى هذا الخير
هل انا فعلا بهذا السوء
و العشر الاواخر و مع كل ليلة فيها ينخلع القلب لفراق الشهر
لا اتخيل ان رمضان سوف يمضى هكذا و سنضطر للانتظارر للسنة القادمة ان كان لنا عمر
كيف لا ارتجف و قد دعا الرسول صلى الله عليه و سلم على من اتاه رمضان ولم يغفر له بان يمس انفه التراب من الذل
ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له
صدقت يا رسول الله صلى الله عليك و سلم
مواسم الخير و نكهة رمضانية خالصة
و لكن تبقى هناك لذة خاصة لهذا الشهر الكريم نعم انها من نفحات الخير
نسمع القران طوال السنة لكن فى رمضان اشعر بان القران كالبلسم الذى يمر على الجرح فيطيبه اسمع القران كل يوم لكن مع قران رمضان و التراويح و التهجد تشعر بالخشوع كأنك لم تخشع من قبل و كأنك لم تسمع القران من قبل و تذرف الدموع و العبرات لتغسلك من الخطايا و الذنوب و تشعر بعدها براحة نفسية و جسدية ياله من شعور انه الانس بالله
صدق الله اذ يقول
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
الوجوه نفسها تطل عليك بالنور و الايمان تشم رائحة رمضان
و تتجمع العائلات و تمتلأ المساجد و تكثر دروس العلم و يكثر الخير و تنشرح الصدور
و ترى القران فى كل الاماكن حتى يكاد القلب يقفز من مكانه
منظر المصحف و هو بين ايادى المسلمين فى كل مكان تذهب اليه تجد الجميع منشغلا بالقران بل و يتباروا فى ختم المصحف الشريف
و مشهد اخر يجعلك تشعر بلذة الاخوة فى الاسلام و التى اختصنا بها الله عز وجل اذا حل عليك المغرب و انت فى الشارع او فى العمل او فى المترو تجد هذا يعطيك تمرة و هذا عصير بل و يستابقون ايهم اخذ ثواب افطارك
تجد الموائد عامرة و البركة شاملة و القلوب مجتمعة على مشهد واحد
الكل بانتظار امر الملك للافطار فى هذه اللحظة تستشعر عظمة ان تكون عبدا لله فبعد يوم شاق و العطش قد بلغ مبلغه و جميع اصناف الطعام امامك الا ان الكل خاضع لله لا يستطيع فرد واحد ان يمد يده للطعام
فربى و سيدى لما يأذن لى بعد
نعم انها العبودية لله كم هى من نعمة عظيمة و لكن من يقدرها
و ما احلى الدعاء قبل الافطار يا رب تركت كل شئ من اجلك الماء و الشرب و الراحة و الزوجة يارب جئتك مسرعا يا رب جئتك معترفا بكل ذنوبى و مقر بعظمتك و قدرتك يا رب لم اعصاك جهلا بك او تعرضا لعقابك و لكن غلبت على شقوتى جئتك تائبا و منيبا فلا تردنى خائبا
ثم ينطلق مدفع الافطار و تجتمع مع ابوك و امك و اخواتك و كان هذا الاجتماع على المائدة لم يحدث منذ اعوام بعيدة و لكن افطار رمضان له مذق خاص و تقبل ايدى ابيك و امك فصدقنى يا اخى الحبيب لعله يكون اخر العهد برمضان لك او لهما صدقنى دعوة واحدة منهم تكسب فى الدنيا و الاخرة
و حتى يهل علينا رمضان باذن الله بالخير و اليمن و البركات لازم
تعيش رمضان و انت فى دماغك 3 حاجات :
1- فى ناس كثير ربنا هيعتقها من النار هل تعتقد انك تكون منهم تاخد شهادة ان خلاص جسدك مش هيمس النار
2- الامر خطير الرسول صلى الله عليه و سلم دعا عليك بالذل اذا فات الشهر و لم يغفر لك
3- و الله ثم و الله قد يكون اخر العهد برمضان عيشه كأنه اخر رمضان و اعمل فيه كانه الفرصة الاخيرة
احبكم فى الله
كل عام انتم بخير
اعانكم الله على الصيام و القيام
ميراميتا