[b][color:d529=black][font:d529=Arial]السلام[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]السلام.. هذا اللفظ الجميل والذي
يدل فيما يدل عليه، على الأمن والهدوء والاطمئنان والسعادة والرفاهية.. وغيرها من
المتقاربات ـ معنوياً ـ من [/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]بعضها البعض من حيث المعنى النابع
من لا شعور الإنسان.. من أعماقه.. من سُويداء القلب وحناياه[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]تصدير[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]لو سألت كل عباقرة البشرية عن معنى
(السعادة) لما حصلت إلا على آراء تنبؤك عن هوية أصحابها أكثر ما تنبؤك عن المعنى
الحقيقي للسعادة..[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وكذلك كلمة (حب) و(رفاه) فكلها مرتبطة في
الحنايا الداخلية للإنسان ولا يمكن التعبير عنها.. وما أكثر الأحوال التي يمر بها
الإنسان وهو لا يستطيع التعبير عما في داخله سواء أكان حزناً أو فرحاً..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فكل منها حالة لا شعورية تعم الجسم فتضفي
عليه شيئاً من البهجة والسرور أو الانقباض والحزن والقشعريرة والخوف.. أو أي شيء
من هذا القبيل..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]والسلام.. هو حالة من الهدوء والاطمئنان
الذي يشعر بها الإنسان في نفسه وكذلك في أسرته ومجتمعه وأمته والعالم أجمع.. فلا
تعقيدات ولا قلق نفسي ولا عنف أسري ولا اضطرابات في المجتمع ولا منازعات في
اختلافات الأمة.. ولا حروب وعمليات عسكرية في العالم كله..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]هذا هو السلام العام.. وبشيء من
التفصيل ولكي يتضح المعنى الحقيقي للسلام في الإسلام نتناول بعض الجوانب المهمة..[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وقفة
لغوية[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]قبل الإجابة على السؤال المطروح أرى أنه لا
بأس بأن نعرج على كتب اللغة وقواميسها لكي نعرف المعنى الحرفي والحقيقي لكلمة
(سلام).[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]ففي معجم مقاييس اللغة لابن هارون ورد ما
يلي:[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]( (سلم) السين واللام والميم معظم بابه من الصحة
والعافية.. فالسلامة: أن يسلم الإنسان من العامة.. والله جل ثناؤه هو (السلام)
لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء.. قال الله جل جلاله: ( والله
يدعو إلى دار السلام) . فالسلام هو الله جل ثناؤه.. وداره الجنة.. ومن بابه
الإسلام.. وهو الانقياد التام..)[url=http://www.annabaa.org/nba43/alsalamzarorah.htm#1#1][color:d529=black](1)[/color][/url].[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وكذلك في المعجم الوسيط ورد قريباً من هذا
المعنى وهذا اللفظ فقال:[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]( (أسلم) انقاد.. وأخلص الدين لله.. ودخل
في دين الإسلام.. ودخل في السلم.. و(السلام) اسم من أسمائه تعالى.. (السلامة)
البراء من العيوب..) [url=http://www.annabaa.org/nba43/alsalamzarorah.htm#2#2][color:d529=black](2)[/color][/url].[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]والسلام: هو تحية الإسلام.. بل تحية أهل
الجنة ـ كما في الحديث عن المعصوم ـ وهي قولنا (السلام عليكم) والتحية بها مستحبة
استحباباً مؤكداً.. أما ردها فهو واجب شرعاً وعقلاً بمثلها (وعليكم السلام) أو
بأحسن منها بأن تزيد (ورحمة الله وبركاته) وما أشبه.. وهي سواء للزائر الداخل.. أو
للمودع الخارج فالتحية السلام.. [url=http://www.annabaa.org/nba43/alsalamzarorah.htm#3#3][color:d529=black](3)[/color][/url].[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]والسلام.. هو علامة انتهاء الصلاة والخروج
من الحضرة المقدسة لله تعالى والتي دخلتها بتكبيرة الإحرام استئذاناً فلابد من
السلام عند الانتهاء والخروج.. فتسلم على الوسيلة إلى الله ـ وهو الرسول وآله
الأطهار ـ.[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وتسلم على نفسك تحية من الله..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وتسلم على الملأ الملائكي من حولك.. ليكون
كل ما أنت فيه سلاماً وهدوءاً واطمئناناً..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فالسلام ـ بالنسبة للإسلام ـ هو
هدف استراتيجي لا تكتيك.[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial].[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]القرآن الكريم والسلام[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على
رسول الإنسانية محمد بن عبد الله(ص) وهو حافظ الشريعة وأصلها.. وهو المعجزة
الخالدة عبر القرون والى الأبد ـ بإذن الله ـ يتحدى شامخاً مرفوع الراية أبداً
والحمد لله..[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وردت هذه الكلمة (سلم) ومشتقاتها المختلفة
أكثر من ثمانين مرة في القرآن الكريم.. وبلغت عدد الاشتقاقات الواردة ـ عدا
اشتقاقات الإسلام ـ 26 لفظاً وأكثرها هي: (سلام، سلاماً، أسلم، السلم..) وبقية الكلمات
وردت مرة أو مرتين..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]كما أنه وردت مادة (الإسلام) ومشتقاته أكثر
من 57 مرة في الكتاب الكريم.. والإسلام هو مشتق وباب من أبواب السلام كما هو
واضح..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فالطرح الإسلامي لهذا الشعار نابع من صميمه
العقيدي.. وأصوله الفكرية ـ كما هو بين في كتاب الله ـ نبع القيم والفضائل
والتشريعات الإسلامية كلها..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]والملفت للنظر ـ للمتتبع لآيات القرآن
الكريم ـ أنه لم ترد ـ ولا حتى مرة واحدة ـ كلمة (العنف) أو أي مشتق من مشتقاتها
أبداً.. وهذا يزيد التأكيد على أن الدين الإسلامي يرفض العنف ويدعو إلى السلام مع
الجميع..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]هذا وقد تم اختبار هذا الشعار على
أرض الواقع وأعطى نتائج رائعة حقاً.. فقد أعطى حضارة كانت وما زالت فخراً
للإنسانية جمعاء بعلومها وآدابها وعمرانها ورجالاتها وتاريخها كله..[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]رسول الله(ص)
والسلام[/font][/color][/b][b][/b]
[b] [/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم€
فتى ولا كل الفتيان في ذاك العصر والزمان، شرفاً وسؤدداً.. حسباً ونسباً.. خلقاً
وأدباً.. فهو ابن أوسط بيوت قريش وأعظمها مكانة وسمعة بين العرب..[/font][/color][/b][b][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]تخلق بأخلاق جده عبد المطلب المعروف بشيبة
الحمد.. لكثرة الخصال الحميدة التي تجمعن فيه مع قلتها في زمانه ومجتمعه.. وبعد
جده تخلق بأخلاق عمه شيخ الأباطح وبيضة البلد أعني به أبو طالب بطل الإسلام
الأول.. وتأثر كذلك ببقية أعمامه الأشاوس مثل حمزة والعباس.. فكان المثال والقدوة
في الأخلاق والآداب، وطيب العشرة وحسن السلوك ليس في مكة فحسب بل ذاع صيته بين
العرب قاطبة.. فكان يسمى الصادق الأمين.. لكثرة صدقه وكثرة الأمانات الموضوعة
والمحفوظة لديه.. لم يعرفوا له خطلة أو زلة لا في قول ولا في فعل.. فتى وشاباً
ورجلاً..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]تزوج من امرأة حازت على معظم أسباب الرفعة
من حسب ونسب وشرف ومال وسمعة عطرة في مكة وما حولها.. وهي أم المؤمنين الأولى
السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد (عليها آلاف التحية والسلام).[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]هكذا هو حتى الأربعين من عمره الشريف..
وعندما نزل عليه الوحي وأمر بالتبليغ لرسالة السماء.. لكي ينقذ أهل الأرض من الظلم
والجهل والتخلف.. إلى النور والعلم والحضارة..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]إلا انهم رموه بكل ما يمكن أن يرمى به من
كذب ودجل.. وسحر وشعوذة.. وجنون وهوس.. وشاعر معلم.. وغيرها الكثير من الألفاظ
والتي لا تليق إلا بأصحابها.. ولم يكتفوا بذلك فقط بل كانوا يضربونه ويؤذونه وربما
يرضخونه بالحجارة حتى أدموا كعبيه.. وآذوه.. وآذوه.. [url=http://www.annabaa.org/nba43/alsalamzarorah.htm#4#4][color:d529=black](4)[/color][/url][/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]حتى انهم لم يتركوا شيئاً يمكن أن يؤذوه به
إلا وفعلوه.. من قتل ربيبته ومحاولة اغتياله شخصياً ولعدة مرات.. فاضطروه إلى
الالتجاء إلى شعب أبي طالب… لمدة ثلاث سنوات.. وتهجير أصحابه مرتين إلى الحبشة..
ولم يزالوا به حتى هاجر إلى بلد هجرته مكرهاً.. [url=http://www.annabaa.org/nba43/alsalamzarorah.htm#5#5][color:d529=black](5)[/color][/url].[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وهناك حاربوه وألّبوا عليه القبائل وأوغروا
صدور الرجال الأراذل والأوباش من العرب فحاربهم ببدر وأحد والخندق، وغيرها كثير من
المكائد والمؤامرات مع اليهود وغير اليهود من اللعناء وقطاع الطرق. وفي عام
الفتح.. وبعدان اشتدت عزيمة الدين وقوي ساعده وكسرت شوكة المنافقين المشركين.. فتح
رسول الله(ص) مكة المكرمة..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فما الذي أحدثه بأولئك الجفاة الغلاظ..؟
بأولئك الأجلاف القساة الجبارين من أمثال أبي سفيان ورهطه..؟[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]ففي الطريق سمع سعد بن عبادة صاحب راية
الأنصار يقول: (اليوم يوم الملحمة اليوم تسبي الحرمة..).[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فأرسل أخيه وابن عمه ووصيه فتى الإسلام علي
بن أبي طالب… وقال له: خذ الراية ونادي بعكسه.. فذهب أمير المؤمنين… وراح ينادي:[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]اليوم يوم المرحمة.. اليوم تحفظ الحرمة..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]ورسول الله(ص) كان قد أعطى أمراً لقادة
جيشه قبل دخوله مكة بأن لا يقاتل أحد منهم أبداً.. وأن ينادي مناديه بالأمان
للجميع:[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]من دخل المسجد الحرام.. فهو آمن على نفسه
من القتل..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]ومن دخل بيته وأغلق بابه فهو آمن..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وجاء أحدهم وقال: يا رسول الله(ص) الناس
تجتمع عند أبي سفيان.. وعنده دار الندوة لو أمنته..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فقال(ص) : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن..
على نفسه..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وبعد أن تمّ الفتح المظفر.. جمع رسول
الله(ص) القائد المنتصر.. أهل مكة وجباريها في ساحة الحرم المكي الشريف.. ونادى
بهم: ما تظنون إني فاعل بكم..؟ قتل، سبي، عبودية، رق، أسر.. ماذا يا ترى
ينتظرنا..؟[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فقالوا له ـ وهم منكسوا رؤوسهم أذلة خاسئين
ـ: أخ كريم وابن أخ كريم..[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]فقال(ص) كلمته المشهورة والتي لم يشهد
التاريخ لها نظيراً أبداً: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)[url=http://www.annabaa.org/nba43/alsalamzarorah.htm#6#6][color:d529=black](6)[/color][/url].[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]الله أكبر.. الله أكبر.. ما هذا الخلق
العظيم..؟[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وبعد فتح مكة بقليل عم الإسلام الجزيرة
العربية كلها.. ففتح القلوب والعقول إلى النور.. بهذا الخلق الرفيع.. وهذا التسامح
الواسع.. وهذا الحلم العربي الرسالي الإيماني الكامل.. إذن بالسلام ـ وهذا درس
بليغ ـ كسب رسول الله(ص) الجميع وأنقذهم من مهاوي الضياع والبؤس والجوع.. فوضع
عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.[/font][/color][/b]
[b][color:d529=black][font:d529=Arial]وصدق الله جل وعلا حين قال: ( ولو
كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) .[/font][/color][/b][b][/b]