[size=12][b][b]ولاية سطيف[/b][/b]
[b] [/b]
[b] [/b]
[b][color:bf5f=black][img(471,367)]
file:///C:/DOCUME%7E1/soft/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.jpg[/img][/color][/b][b] [/b]
[b] [/b]
اذهب إلى: [url=http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%81&printable=yes#column-one#column-one]navigation[/url], [url=http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%81&printable=yes#searchInput#searchInput]search[/url]
[b] [/b]
[b]يعود تاريـخ
ولاية سطيف إلـى العصور الغابرة - ما قبل التاريـخ - والـمحطات التاريـخية التـي
اكتشفت عبـر ترابـها تدل علـى ذلك.[/b]
[b]وبداية نعطـي
بعض الـمعلومات حول تعريف ما قبل التارـيخ وتقسيـماته :[/b]
[b]فعلم ما قبل
التاريـخ يسعـى إلى دراسة الـمخلفات الـمادية لأول إنسان صاحب الثقافات الـحجرية
القديـمة جدا حتـى مرحلة ظهور أول النصوص الكتابية . ويرتكز هذا العلم علـى
الـتحري والـبحث ودراسة الـبقايا الأثرية ،كما يسهم هذا العلم فـي إظهار العلاقات
الـموجودة بيـن التغييـرات الـمناخية وآثارها فـي الانتماءات الثقافية للأنواع
البشرية - نشيـر أن وجود بقايا أقدم إنسان علـى وجه البسيطة كان فـي إفريقيا
الشرقية وممكن جدا فـي منطقة طانزانيا حيث يعود تاريـخه إلـى اكثر من 2.5 مليون
سنة - وقد طور علم ما قبل التاريـخ تقنيات علـمية متعددة التخصصات لتحسيـن تطلعاته
ودراساته الـمستقبلية ولتمتييـن هيكلته فنذكر علـى سبيل الـمثال :
الـجيولوجيا ،الأنثروبولوجيا ،الباليونتولوجيا ...[/b]
[b]وقد قسم
الـمؤرخون ما قبل التاريـخ غلـى هذه التقسيمات الـموضحة فـي هذا الشكل :[/b]
[b]دلت الأبـحاث
و التقنيات الاثرية علـى وجود موقعيـن هامـيـن يـمثلان حقبة ما قبل التاريـخ
هما : عيـن الـحنش ومزلوق.[/b]
[b]الـموقـــع
الأول : عيـن الـحنش اكتشفت خلال الـحفريات الباليونتولوجية لسنة 1947 من طرف
الـباحث ك.أرامبورغ وتمثلت نتائـج هذه الـبحوث فـي مـجموعة من الأدوات الـحجرية
الـجد بدائية وبقايا عظمية حيوانية منقرضة أوحت ببداية الزمن الـجيولوجـي الرابع -
البلاستيوسيـن الأسفل - وقد جلبت ندرة هذا النوع من الصناعات الـحجرية اهتمام فئة
كبيـرة من الباحثيـن الذين أرجعوها إلـى أولـى الثقافات البشرية للعصر الـحجري
القديم الأسفل لـما قبل التاريـخ .[/b]
[b]وتعتبـر
بقايا الأدوات الـحجرية لـموقع عيـن الـحنش استمرارية ثقافية لـما أكتشف فـي شرق
إفريقيا أو علـى وجه الـخصوص مـوقع أولدوفاي بطنزانيا .[/b]
[b]ونظرا
للأهـمية العلـمية و الأثرية لـهذا الـموقع ،تشجع باحثون جزائريون واستأنفوا
الأبـحاث الـميدانية (حفريات 1992 ، 1995 ) لتأكيد ما افترضه علـماء أجانب من أن
موقع عيـن الـحنش يـمكن أن يـمد البشرية ويزودها بأقدم بقايا عظمية إنسانية .[/b]
[b]موقع عين
الحنش[/b]
[b]الـموقــع
الثانـي : موقع مزلـوق تم اكتشاف هذا الـموقع سنة 1927، حيث أجريت حفريات وبـحوث
أثرية من طرف الباحث م. برسيون الذي عثر من خلالـها علـى أدوات حجرية من الصوان
وبقايا عظمية كانت مـحل دراسة لعدة باحثيـن كـ: م.ماسييـرا، رفوفري الذيـن أدرجوا
هذا الـموقع ضمن ثقافات العصر الـحجري ونخص بالذكر الثقافة الـقفصية التـي عرفت
نوعا من التطور الـملحوظ فـي الصناعة الـحجرية، وذلك بابتكار تقنيات جديدة، أضف
إلـى ذلك وفرة الصناعة العظمية والتي تعد من ابتكارات العصر الـحجري القديم
الـمتأخر، دون أن ننسـى عادات الدفن التـي عرفها الإنسان فـي هذه الفتـرة.[/b]
[b]أدوات حجرية
جد بدائية وجدت بمزلوق[/b]
[b]سطيـف : عهد
الرومان لقد كان يقطن ولاية سطيف منذ آلاف السنيـن سلالة تنتمـي إلـى رجل كرومانيو
الذي انـحدر من ذريته الأمازيغ - الرجال الأحرار - والذين تنظموا علـى شكل قبائل،
ولـم تظهر الدولة الـجزائرية للوجود إلا بعد القرن الثالث والثانـي قبل الـميلاد
عندما برزت مـملكتيـن : المـملكة الـمسياسلية التـي كان يـحكمها سيفاكس، والمـملكة
الثانية هـي مسيليا بقيادة مسينيسا.[/b]
[b]واختلفت
الأقوال حول ما إذا كانت سطيف تابعة لـمملكة مسينسا أو مـملكة سيفاكس، و الأرجـح
أنها كانت للمملكة الـمسياسيلية وهذا لأن مسينسا كان حليفا مـخلصا لروما - وهذا لا
يعكس احتلال الرومان لشمال إفريقيا وثوران الشعب عليه - عكس سيفاكس الذي كان حليفا
لقرطاجنة، وقد أصبحت سطيف عاصمة للبرابرة عام 225 ق.م ولـم تفقد هذه الـمكانة إلا
بعد قدوم "جـوبا" الذي عدل عنها وجعل من مدينة شرشال عاصمة له.[/b]
[b]وبعد انهزام
قرطاجنة تـحصل ماسينسا نوميديا جزاء علـى تـحالفه وبقـي تـحت وصاية روما، وبعد
وفاته ووفاة إبنه مسيبسا اشتدت الـمنافسة بيـن الأحفاد ومنهم وأشهرهم يوغرطا الذي
كان ينوي منح الاستقلال إلـى نوميديا، ولـم يتمكن من تـحقيق حـلمه وهدفه، وسـمح
ذلك الإخفاق للرومان بالتدخل لكن الأهالي بقيادة يوغرطا لـم ييأسوا، بل قاوموا ذلك
الغزو، حتـى أن سطيف شهدت أراضيها الـمعركة الشهيـرة والفاصلة بيـن يوغرطا
وماريوس.[/b]
[b]ومنذ 105 ق.م
حتـى 42 م
إزداد تدخل الرومان واصبح اكثر سفورا، مـما أدى إلـى نشوب العديد من الثورات
أشهرها ثورة تاكفاريناس الذي كان عضوا فـي الـجيش الرومانـي، وفـي الفترة ما بيـن
17م و 24م نظم جيشا من الأهالـي من بينهم سكان منطقة سطيف الذين ساهموا مساهـمة
فعالة فـي تلك الثورة.[/b]
[b]وقد أدى تعدد
الثورات والانتفاضات والـمقاومات إلـى دفع الرومان بضم كل الشمال الإفريقـي إلـى
إمبراطوريتهم سنة 42م.[/b]
[b]واهتـم الرومان
بسطيف نظرا لـموقعها الـجغرافـي الـممتاز الذي يسيطر علـى السهول والـهضاب العليا
الشاسعة والغنية بالقمح، وتوفرها علـى حقول كبيـرة للـمياه الـجوفية، وموقعها
الإستراتيـجـي عند سفح جبل بابور، التـي كانت مناسبة للـمقاومة ونقطة انطلاق
للثورات ضد الرومان.[/b]
[b]ولـهذه
الأسباب قرر الإمبراطور "نـيـرفا" سنة 97م إنشاء مستعمرة لقدماء الـجيش
فـي موقع "سيتيفيس" والتـي أطلق عليها عدة تسميات منها : كولونيا
نيرفانيا، كولونيا أوغيسطا، كولونيا مارطاليس، كولونيا فيتيرنانة، ستيفانسيوم ...[/b]
[b]وسيتيفيس
تسمية رومانية مشتقة من كلمة بربرية "أزديف" ومعناها التربة السوداء،
لذا كانت منطقة سطيف مـخزن القمح لروما، ولذا كثر اهتمام روما بسطيف.[/b]
[b]وفـي بداية
التوسع العـمرانـي للرومان إتخذوا من "سيتيفيس" و"كويكول"
مراكز عسكرية تطورت فيـما بعد لتصبح مدنا، وبنهاية القرن 03 م ارتقت مدينة سطيف لتصبح
عاصمة لـموريطانيا السطائفية. والتـي مكنتها من استقلالية إدارية انعكست علـى
الـجانب الاقتصادي فـي صبغة مـحلية ودولية أوصلها إلـى الـتحكم فـي التبادل
الـتجاري وبـخاصة الـحبوب.[/b]
[b]ومن أجل
تثبيت أقدام الاستعمار الرومانـي وفرض سيطرته، تـم إنشاء مراكز للحراسة تسمـى :[/b]
[b]"كاستيلا"
أو"كاستيلوم" عبـر جـميع الـمستعمرات ومنها سطيف التـي يوجد فيها عدة
مراكز للحراسة هـي :[/b]
[b]- كاستيلوم
فارطانيانس (قصر الأبطال)[/b]
[b]- كاستيلوم
ديانانس (سيدي مسعود - قجال) - كاستيلوم ثيب (ملول - قلال)[/b]
[b]- كاستيلوم
(بئر حدادة)[/b]
[b]- كاستيلوم
لوبيرينانس (الـمغفر-صالـح باي)[/b]
[b]- بالإضافة
إلـى أخرى فـي حـمام قرقور، عيـن أروى ... الخ.[/b]
[b]هذا التحصيـن
الأمنـي لـم يسمح إلا بسيطرة نسبية علـى الأمن والسلم الرومانـي فـي إفريقيا
الشمالية، حيث تزعزعت الدولة الرومانية سنة 235م وعرفت بعدها اخطر الأزمات
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التـي أدت بانتفاضات وثورات عبـر كل إفريقيا
الشمالية، واشهرها ثورة "فيرميس" واخيه "جيلدون" والتـي ساهم
فيها أهالي وسكان سطيف بصفة كبيـرة وفعالة.[/b]
[b]ونظرا لخطورة
الوضع ومواجهة الوضع الـمتردي قرر الإمبراطور "ديوكرتيان" سنة 297م
تقسيم موريطانيا القيصرية إلـى ناحيتيـن : موريطانيا القيصرية و موريطانيا
ستيفانيس التـي عاصمتها سطيف كما ذكرنا سابقا. وعرف هذا الكيان الإداري الـجديد
نموا سريعا ازدهرت فيه بعض المدن : كويكول -جـميلة-، ومونس، واد الذهب وبنـي فودة
وطبعا سيتيفيس.[/b]
[b]وباعتراف"قسطنطيـن
الأول" سنة 306م بالـمسيحية دينا للدولة شهدت سيتيفيس و كويكول خاصة حركة
عـمرانية مـميزة تـمثلت فـي أحياء مسيحية كـحـي الكنائس بسطيف، لكن هذا التطور
العمرانـي الـجديد وهذه الإجراءات الـمتخذة لـم تفلح فـي إيقاف الفقر والتدهور الاقتصادي،
وبذلك استمرت الثورات خاصة بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سطيف وهدمها عن آخرها 6/5
سنة 419 م
حيث يصف القديس "أوغيستان" هذه الكارثة قائلا : "لقد كانت الـهزات
عنيفة إذ أن السكان أرغموا بالبقاء خارج بيوتهم طيلة 5 أيام".[/b]
[b]ثـم بعد ذلك
كان عهد الوندال وغزوهم للمدينة وهذا سنة 429 م عندما قدموا من "طـانـجـا"
باتجاه "قــرطاج" ودام هذا العهد وهذا الاحتلال إلـى غاية سنة 539 م. حيـن بدأ العهد
البيزنطـي باحتلال العميد "سالمون" للـمدينة وقام بتـرميمها - لأنها
دمرت علـى إثر الزلزال ولـم يبق إلا عدد قليل من السكان - وجعلها عاصمة لإقليم
موريطانيا الأولـى. وقد شيد بها القلعة البيزنطية التـي لا يزال سورها الغربـي
والـجنوبـي قائما إلـى الآن والتـي تشهد وتدل علـى أن البيزنطييـن ركزوا علـى
الـجانب الدفاعـي بـحيث أنهم حصنوا الـمدن ودعموها بـمراكز حراسة متقدمة فـي كامل
الـمنطقة. وكـخلاصة نقول أن مـجـيء البيزنطييـن إلـى شـمال إفريقيا كان مـحاولة
فاشلة فـي إحياء مـجد الإمبراطورية الرومانية لأن الـهيمنة البيزنطية لـم تستـمر
طويلا نظرا لعدم سيطرتها علـى زمام الـحكم نتيجة تزايد الثورات وحتـى الإمبراطورية
البيزنطية ضعفت واستكانت أمام دعوة الـحق والعدل والـحرية والإسلام. وخلال كل هذه
الفترة برزت عدة مناطق أثرية لـها قيمتها الـمحلية وحتـى الدولية نذكر منها علـى
سبيل الـمثال الـمواقع الأكثر شهرة :[/b]
[b]الـمـوقــع
الأول : كــويكــول (جـمـيلة ) فـي شـمال السهول العالية، وفـي قلب الـجبال بنـى
الرومان مدينة كويكول أي كما نسميها حاليا "جـميلة" فقد بنيت هذه
الـمدينة فـي سنة 96-97 م
علـى ارتفاع مـحجر فـي واد منفرج بيـن سلسلة جبال لـها إمكانيات للدفاع طبيعية
مـمتازة.[/b]
[b]فـي وسط هذه
الـمدينة توجد ساحة كبيـرة تدور حولـها الـحياة السياسية والـحياة الاجتماعية فـي
بناءات عـمومية منها : الـمحكمة - كـما تدعـى البازيليك - وقاعة الـمجلس البلدي،
والـمعبد الـمهدى إلـى الآلهة "جوبيتيـر" حامية الـمدينة، وبالقرب من
هذه البناءات تدور الـحياة الاقتصادية فـي السوق.[/b]
[b]وقد اشترك
فـي هذا التشييد الـمعماري الرائع أعيان الأسر فـي جـميلة، التي توجد حتـى الآن
آثار منازلـهم علـى حافة الطريق التـي تشق الـمدينة من الشمال إلـى الـجنوب، هذه
المنازل كانت مفروشة بالفسيفساء التـي حفظت منها أشكال كثيـرة فـي الـمتحف، وتبيـن
لنا مظاهر من الـحياة الاجتماعية كـما تقدم لنا صورا عن الـحيوان أو تشكيلات
هندسية وكل هذا كان النقش الذي يـميل إليه أهل جـميلة.[/b]
[b]لقد كانت
الـحياة الاقتصادية مزدهرة فـي القرن 2
م وأوائل القرن 3 م واستفادت جـميلة خصوصا من هذا الرخاء، لـهذا
شيدت بناءات من وراء الأسوار البدائية ومن هذه البناءات الـحمام والـمسرح، والساحة
الكبيرة، الـمعابد وخاصة معبد الأسرة القيصرية "سفيروس"، وقوس
"كركلا" ودهاليـز و فوارات ... كذلك بنيت منازل رائعة كـمنزل باخوس،
كـما بنـى الـمسيحيون معابد متواضعة قربها مساكن لرجال الدين.[/b]
[b]فـجميلة
حقيقة مدينة رائعة ومتواضعة، أغلب مواردها فلاحية، وإنتاجها الرئيسـي يستخرج من
الـمزارع الـمحيطة بالـمدينة أو من أراضـي السهول والـجبال.[/b]
[b]ويبقـى
التساؤل الـمطروح : كيف توارت هذه الـمدينة واختفت وانجلت ؟[/b]
[b]فـي الواقع
لا أحد يعلم ذلك، إلا وجود بعض الـمعالم تدل علـى أن جـميلة كانت مسكونة وفيها
حركة ولو بطيئة فـي خلال القرنيـن 11
م و12 م والفخار الـمكتشف هناك يدل علـى ذلك. لكن كيف كانت
الـحياة ومن عاش هناك؟ هنا يـحدث الارتباك، ولا أحد يـملك الـجواب.[/b]
[b]المـوقـع
الثـانـي : الـمقبــرة الشـرقــية تـمتد الـمقبـرة الشرقية علـى مساحة تقدر بـ
:1كلم شمال - جنوب.[/b]
[b]إن أغلب
الـحفريات بـمدينة سطيف تـمركزت فـي وسط الـمقبرة الشرقية حيث تـم العثور علـى 800
مقبرة بأثاثه الـجنائزي الـمتمثل فـي : الفخار، البرونز، الزجاج، الناقشات،
الأدوات العظمية وبقايا عظمية إنسانية.[/b]
[b]وأغلب
الأدوات الـمعروضة فـي الـمتحف الوطنـي للآثار قد جلبت من الـحفريات التـي أجريت
بالـمقبرة الشرقية.[/b]
[b]المقبرة
الشرقية حيث عثر على حوالي 800 قبر قريبة من بعضها[/b]
[b]سـطيـف عــهد
الإسـلام أضف إلـى ذلك غزو "بنـي هلال" الذيـن حطموا أسوار الـمدينة
وخربوها، وبقيت مدينة سطيف من الـمدن التـي لـم ترق إلـى مصاف العواصم والـمدن
الإسلامية الأخرى، بحيث لـم يتعد دورها منطقتها، فتتبعت إلـى الـحكم الـموحدي
فالـحفصـي، حتـى وصفها "حسن الوزان" فـي بداية القرن 15 م :[/b]
[b]" سطيف
مدينة علـى بعد 200 ميلا جنوب بـجاية فـي سهل جـميل، كانت متحضرة فـي العصور
الغابرة كثيـرة السكان، لكن لـم يبق منها سوى أسوار مـحطمة ومائة دار مسكونة، لكن
موقعها الفسيـح مازال قائما ".[/b]
[b]وبقيت
الـمدينة علـى هذا الوضعية منذ ذلك العهد، وحتـى العهد العثمانـي لـم تشهد فيه
سطيف تطورا مـلحوظا بسبب أن قسنطينة كانت هـي بايلك الشرق وبذلك ذهب الاهتمام
إليها - قسنطينة - وقد شهدت الـمدينة عدة معارك كبرى بيـن باي تونس و باي قسنطينة
فـي العهد التـركـي.[/b]
[b]كـما نـجد
بأن العمائر العثمانية تكاد تكون منعدمة فـي سطيف حيث نـجد بعض الزوايا الـمتواجدة
فـي الـمرتفعات والـجبال، وكذلك مـسجد العتيق الـواقع وسط الـمدينة فهو يـمتد إلـى
العهد العثمانـي، وخاصة مئذنته التـي مازالت تشهد إلـى اليوم عبقرية الفن
الإسلامـي.[/b]
[b]أما آثار هذه
الـحقبة، فقد أجريت حفريات من 1977 إلـى 1982 بالقلعة البيزنطية - حديقة التسلية -
كشفت لأول مرة عن وجود حـي إسلامـي يعود تاريـخه إلـى القرنيـن 9 و10 م يعكس بداية
العمارة الإسلامية ويؤكد ما وصفه الـجغرافيون والـمؤرخون العرب خلال القرون الوسطى
علـى أن الـمدينة كانت فـي أوج تطورها و ازدهارها حيث كانت نقطة عبور لنشاط تـجاري
مكثف - كـما ذكرنا سابقا - ويتـمثل فيها الـمستوى العمرانـي الإسلامـي فـي تـجمع
عدد كبيـر من الـمنازل مـخططة ومربعة الشكل، كل منزل له فناء مركزي وأربع جهات
نظمت علـى شكل أجنحة تـحيط بالفناء وتتـمثل هذه الأجنحة فـي قاعة الاستقبال، غرفة
النوم، الـمطبخ، الإسطبلات ... إلخ.[/b]
[b]وبـهذا
الـمثال يتضح لنا مدى التطور والـمدنية التـي بلغتها الـحضارة الإسلامية .[/b]
[b]تــاريــخ
قــلعة بنـي حــمــاد بدأت الـمصادر العربية فـي ذكر القلعة الـحمادية ابتداء من
القرن (4هـ/10م)، وقد دخلت القلعة مرحلتها التاريخية بالضبط سنة 1007-1008 عندما
طالب "حـماد بن بولوغيـن" أميـر الدولة الزيرية بالـمغرب الأوسط مولاه
"بـاديـس" السماح له بتأسيس القلعة، وحسب" ابن خلدون" فإن مدة
بنائها دامت سنتيـن، ثـم تـم تعميـرها بالسكان بعدما أحيطت بسور فـتحت فيه ثلاث
أبواب.[/b]
[b]وفـي عهد
الـخليفة "الناصر" شهدت عاصمة الـحمادييـن تغييـرا عـمرانيا هاما جعل
منها مقصد كل سكان الـمغرب خاصة بعد سقوط" القيروان" فـي يد
"الـهلالييـن"، كـما نشيـر فـي عهده إلـى توسيع الـمساجد وبناء القصور،
ورغـم انتقال الـخلافة إلـى مدينة بـجاية بقيت القلعة تلعب دورها كـمدينة هامة فـي
الـمغرب الأوسط، و ابتداء من 1105
م - حكم الـخليفة العزيز - بدأت القلعة تفقد مكانتها خاصة
بعد حصار الـهلالييـن لـها وهـجرة سكانها إلـى مدن مـجاورة، وتـم القضاء عليها
نـهائيا من طرف الـموحدين فـي عهد "عبد الـمؤمن بن علـي" الذي جهز جيشا
ضخما وزحف علـى كل معارضيه وقـضى عليهم، وقد شهدت سطيف أغلب الـمعارك.[/b]
[b]وبعد هذه
الفترة لـم تعد للقلعة نفس الأهمية السياسية التـي اكتسبتها من قبل.[/b][/size]