الصادق حبيب الله... فهل نحن صادقون ؟؟
لو سألتك الآن سؤالا أختي وجاوبي عليه بصرااحة :
بالله عليكِ هل تريدي أن تدخلي الجنة أم تودي أن يكون معكِ اليوم مليون جنيه ؟؟
لا تجيبي الان حتى لا تكذبي
ربما تقولي الاثنين .. وأجمع بين الخيرين
فتقولي اعطيني المليون وأدخل الجنة أيضا
لا حبيباتي ... الأمر لا يكون هكذا
فالقضية إما دنيا وإما آخرة
فمن انشغل بدنياه أضر بآخرته ومن انشغل بآخرته أضر بدنياه ولابد
قال شعبة بن الحجاج " لازمت الحديث فأفلست ولزم اخي فلان دكانه فأنجح وأفلح "
ولذلك قال الشافعي " لا يصلح لطلب هذا العلم إلا رجل ضربه الفقر . قالوا ولا الغني المكفى ؟ قال : لا "
يعني حتى من كان عنده مال يكفيه لا يصلح لطلب العلم
وعليه أخواتي فكلنا لا يصلح لطلب العلم ... فلنكن واضحين وصرحاء
فلو كنا نطلب الله لرضينا بالكفاف
يقول بن مخلد تلميذ الإمام احمد لما اشتكى إليه الطلبة من الفقر ، قال " والله لقد جاء عليّ يوم بعت فيه سراويلي لأشتري الكلغد –الورق – وقال : لقد كانت تمضي عليّ أيام لا أذوق فيها طعاما فانتقل بين المزابل آكل ورق الكرنب الذي يلقيه الناس ..
نعم اخواتي .. هذا هو طلب العلم .. وهذه هي الآخرة .. وهؤلاء هم الصادقون
وكان لا يدخر صلّ الله عليه وسلم لغد
وهنا يأتي السؤال اخواتي ....
ما المقصود بالصـــــــدق ؟؟
نجد الآن أن الناس صغروا قضية الصدق جدااا وحصروها فقط في قول الحق وصدق اللسان
ولكن الصدق معنى اكبر من ذلك بكثييييير
الصدق أخواتي هو الإســـــــــلام
قال تعالى : {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33
وقال تعالى : {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }البقرة177
فبعد أن ذكر الله أركان الإيمان وأركان الإسلام قال " أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا "
إذا فالصدق هو الدين كلـــــــــه
ولكن أعز انواع الصدق :
صدق العــــــــــــــــزم
قال تعالى : " {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }محمد21
اقرئي الآية مرة ثانية اختي
هل فهمتيهااا ؟؟
هل لديكِ رغبة الآن لدخول الجنة ؟؟ ... هل لديك استعداد لقيام الليل الليلة من أولها لآخرها .. وتصبحي صائمة ... وتتصدقي بنصف ما تملكين ..
إذا قلتِ نعم إن شاء الله فهذا ما قاله الله تعالى في " طاعة وقول معروف "
فنرى مثلا الشحص يسمع هذا الكلام فيتكلم كلاما جميلا ولكن إذا عزم الأمر وجاء وقت التنفيذ ....... لا نجد احدا " فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ "
انظروا معي أخواتي لقصة هذا الصحابي الجليل وتأملي معي صدقه رضي الله عنه
عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد ، قال سعد : فما استطعت يارسول الله ما صنع ، قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس : كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ "
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2805
من الشواهد القوية أيضا على الصدق حبيباتي .. قصة أصحاب الأخدود
القصة يا أخوات هاكتبها عشان اللي مش عارفاها وبعدها نكمل الكلام بإذن الله
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( كان ملك في منكان قبلكم ، و كان له ساحر ، فلما كبر قال للملك : إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاماً يعلمه ، و كان في طريقه إذا سلك راهب ،فقعد إليه و سمع كلامه فأعجبه ، و كان إذا أتى الساحر مر بالراهب و قعد إليه ،فإذا أتى الساحر ضربه ، فشكا ذلك إلى الراهب فقال : إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي و إذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر .
فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ...
فأخذ حجراً فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها و مضى الناس ....
فأتى الراهب فأخبره ، فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى فإن ابتليت فلا تدل علي ...
و كان الغلام يبرئ الأكمه و الأبرص ، و يداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس الملك و كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك أجمع ، إن أنت شفيتني ،فقال إني لا أشفي أحداً .إنما يشفي الله تعالى ، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى .
فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك : من رد عليك بصرك ..؟
قال ربي قال ولك رب غيري ؟..! .. قال ربي و ربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام
فقال له الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ منه الأكمه و الأبرص و تفعل وتفعل فقال : إني لا أشفي أحداً إنما يشفيالله تعالى ... فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضعالمنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ، ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى ، فوضع المنشار في مفرق رأسه ، فشقه به حتى وقع شقاه ..
ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى ، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا و كذا فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه ، و إلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئتفرجف بهم الجبل فسقطوا ، و جاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك ما فعل بأصحابك فقال كفانيهم الله تعالى ...
فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور و توسطوا به البحر ،فإن رجع عن دينه و إلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا .و جاء يمشي إلى الملك ... فقال له الملك ما فعل بأصحابك فقال كفانيهم الله تعالى ...
فقال للملك أنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال ما هو ؟ ..
قال تجمع الناس في صعيد واحد و تصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم اللهرب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ...
فجمع الناس في صعيد واحد و صلبه ثم أخذ سهماً من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات ....
فقال الناس آمنا برب الغلام ..
فأتى الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس . فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدت و أضرم فيها النيران و قال : من لم يرجع عن دينه فأقحموه ففعلوا حتى جاءت امرأة و معها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام : يا أماه اصبري فإنك على الحق )) رواه الإمام مسلم كتاب الزهد والرقائق باب قصة الغلام و رواه الإمام أحمد في باقي مسند الأبصار و رواه الإمام الترمذي في باب سورة البروج
نجد في القصة ان الولد حينما تعلم من الراهب التوحيد وتعلم من الساحر الكفر
كان في داخل قلبه إرادة صادقة لمعرفة الحق ... لديه ميول فطرية للراهب لكنه لديه يقين أن ما هو عليه هو الصواب
قال : حين رأيت الدابة تقطع طريق الناس .. اللهم إن كان امر الراهب أحب إليك فاقتل الدابة ودع الناس يمشون ..
فلما كان صادقا في طلب الحق أراه الله آية ... وهذه نقطة مهمة جدااا
أنه صدق فعرّفه الله الحق فعرفه وسار عليه وثبت
فشُق شيخه أمامه نصفين وشق صديقه امامه نصفين وصُعد به إلى الجبل وأدخل إلى البحر وهو في منتهى الثبـــــات
وعلامة الثبات أنه دل الملك كيف يقتله !!!!
قال الغلام للملك : لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال ما هو ؟ ..
قال تجمع الناس في صعيد واحد و تصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ...
فجمع الناس في صعيد واحد و صلبه ثم أخذ سهماً من كنانته ، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات ....
إذا فالغلام هو الذي دل الملك كيف يقتله ... ولمَ ضحى بنفسه في سبيل القتل ؟؟ !! حتى يسمع الناس كلمة بسم الله ... حتى يعرف الناس أن لهم معبودا اسمه الله
هذا هو الصـــــــدق
شاهد ثان على الصدق من نفس القصة ...
الراهب لما جاءه الغلام وقال له : كانت دابة تعترض طريق الناس فرميتها فقتلتها قاال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني ....... صدق ........ فلم يُخفِ تلك الأفضلية
حتى الساحر كان صادقا مع نفسه ... تعلمون أن الساحر كذاب كبيير
ولكنه كان صادق مع نفسه حين قال للملك : إني كبرت فأبلغني غلاما أعلمه السحر يكن لك من بعدي ...
الساحر يقول : أنا سأموت .. لم يخدع نفسه وإن كان يخدع الناس
إذا الغلام صدق فعرف والراهب صدق فلم يُخفِ والساحر صدق فلم يخدع نفسه
والعجيب هنا صدق الساحر مع نفسه والعجب أكثر لمن لم يصلوا إلى تلك الدرجة من الصدق " الصدق مع النفس "
في ناس يتخدع نفسها بتكذب الكذبة وتصدقها ويفضل ماسك في الكذب وتكبر الكذبة وينسى أنه هو الذي كذبها في الأصل
فنلاقيها بقى عاشت دور الملتزمة والشيخة !!!
وتعيش دور الكذب وتصدقه لمهانة نفسها عليها
قال محمد بن كعب : إنما يكذب الكاذب لمهانة نفسه عليه
يعني نفسها هانت عليها إنها تظهر قدام الناس كذابة فاستمرت في الكذب
اعترفي بالخطأ أختي .. لا عيب أبدا ... فكل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
متخدعيش نفسك ... عرفتي الحق إلزميه ... متتماديش في الكذب